الاثنين، 15 أبريل 2013

حياة نزار قباني مع زوجته بلقيس




 حياة نزار قباني مع زوجته بلقيس 
      



حياة نزار قباني مع بلقيس

يقول نزار: بلقيس هي كنز عظيم عثرت عليه مصادفه، حيث كنت اقدم امسية شعرية في بغداد عام 1962م ويضيف، قصتنا ككل قصص الحب في المدن العربية جوبهت ب(لا) كبيرة جداَ.. كان الاعتراض الأقوى على تاريخي الشعري، وكانت مجموعاتي الغزلية وثائق أشهرها أهل بلقيس ضدي
والقبائل العربية كما نعرف لاتزوج بناتها من اي شاعر تغزل بإحدى نساء القبيلة، ولما يئست من إقناع شيخ القبيلة بعدالة قضيتي.. ركبت الطائرة وسافرت إلى أسبانيا لأعمل دبلوماسياَ فيها لمدة ثلاث سنوات، وخلال هذه السنوات الطويلة كنت أكتب لبلقيس، وكانت تكتب لي.. رغم أن بريد القبيلة كان مراقباَ... وظل وضع نزار على هذا الحال حتى جاء عام 1969م، فيقول نزار ((في هذا العام ذهبت إلى بغداد بدعوة رسمية للاشتراك في مهرجان المربد.. وهناك القيت قصيدة من أجمل قصائدي كانت (بلقيس الراوي) بطلتها الرئيسية :

مرحباَ ياعراق، جئت اغنيك
وبعض من الغناء بكاء
أكل الحزن من حشاشة قلبي
والبقايا تقاسمتها النساء

بعد هذه القصيدة التي هزت بغداد في تلك الفترة، تعاطفت الدولة والشعب العراقي مع قضية نزار وتولى القادة البعثيون خطبة بلقيس من أبيه، وكان على رأس الوفد الحزبي الذي ذهب إلى بيت الراوي في (حي الاعظمية) لطلب يد بلقيس، وزير الشباب الشاعر الأستاذ شفيق الكمالي ووكيل وزارة الخارجية آنذاك الشاعر الأستاذ شاذل طاقة. وهكذا ذهب نزار إلى بغداد عام 1969م ليلقي قصيدة شعر.. وعدا وهو يحمل نخلة عراقية ومع بلقيس شعر نزار أنه يعيش في حضن أمه، فقد ادركت بلقيس أن نزار مثل كثير من الرجال يحتاج إلى إمراة تكون في المقام الاول (أما) ثم بعد ذلك زوجة فظلت تعامله كطفل وتعوضه عن بعده عن امه
فقد كان كثير التنقل ولذا نجد نزار يكتب لها قصيدة بمناسبة مرور عشر سنوات على زواجهما يقول فيها :

أشهد أن لا امراة
اتقنت اللعبة إلا انت
واحتملت حماقتي
عشرة اعوام كما احتملت
وقلمت أظافري..
ورتبت دفاتري 
وادخلتني روضة الاطفال
إلا انت
.. .. .. .. 

أشهد ان لا امراة
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا انت
وقدمت لي لبن العصفور
والأزهار والألعاب
إلاانت
.. .. .. ..

أشهد ان لا امراة
قد جعلت طفولتي 
تمتد خمسين عاماَ.. إلا انت
كان عمر نزار قباني عند كتابة هذه القصيدة (ست وخمسون عاما) وقد ظل نزار يعيش كطفل له (أمان) فائزة وبلقيس، حتى كانت اول أكبر صدمة في حياته حين توفت والدته عام 1976م، وقد اهتز وجدان الشاعر، فقد وصل ارتباطه بها إلى أقصى درجاته، فهي التي كتب لها قصيدة ((خمس رسائل إلى امي)) عندما كان يسافر بسب عمله في الحقل الدبلوماسي، وكان يصف حاله بدونها :

.... لم أعثر
على امرأة تمشط شعري الأشقر
وتحمل في حقيبتها إليّ عرائس السكر
وتكسوني إذا أعرى 
وتنشلني إذا أعثر
ايا أمي أنا الولد الذي أبحر
ولا زالت بخاطره
تعيش عروسة السكر 
فكيف...فكيف... يا أمي
غدوت اباَ... ولم أكبرتلك الابيات من ديوان الرسم بالكلمات الذي صدر عام 1966م

ولم تمر سوى أعوام قليلة وتحديداَ في 1981/12/15م حتى يصدم نزار صدمته الثانية، وكانت في وفاة زوجته وأمه الثانية بلقيس الراوي، ماتت التي كانت تمثل له الكثير في حادث مأساوي تحت أنقاض السفارة العراقية في بيروت على إثر إنفجار هائل بالقنابل وقع بها ويصف نزار قباني هذه اللحظة قائلا (كنت في مكتبي بشارع الحمراء حين سمعت صوت انفجار زلزلني من الوريد إلى الوريد ولا أدري كيف نطقت ساعتها : ياساتر يارب.. بعدها جاء من ينعي إلي الخبر.. السفارة العراقية نسفوها.. قلت بتلقائية بلقيس راحت.. شظايا الكلمات مازالت داخل جسدي.. أحسست أن بلقيس سوف تحتجب عن الحياة إلى الابد، وتتركني في بيروت ومن حولي بقاياه، كانت بلقيس واحة حياتي وملاذي وهويتي وأقلامي.
ويطلق الشاعر صرخة حزن مدوية، في قصيدة تعد من اطول القصائد المرثية التي نظمها نزار قباني، وهي قصيدة بلقيس :

بلقيس الراوي 
للشاعر نزار قباني


شُكْرَاً لَكُمْ 
شُكْرَاً لَكُمْ 
فحبيبتي قُتِلَتْ وصارَ بوسْعِكُم 
أن تشربوا كأساً على قبرِ الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت ..
وهَلْ من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
- إلاَّ نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟

بلقيسُ ... 
كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ 
بلقيسُ .. 
كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ 
كانتْ إذا تمشي ..
ترافقُها طواويسٌ .. 
وتتبعُها أيائِلْ .. 
بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ 
هل يا تُرى .. 
من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
يا نَيْنَوَى الخضراء ..
يا غجريَّتي الشقراء ..
يا أمواجَ دجلةَ . . 
تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا 
أحلى الخلاخِلْ ..
قتلوكِ يا بلقيسُ ..
أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ .. 
تلكَ التي 
تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
أين السَّمَوْأَلُ ؟
والمُهَلْهَلُ ؟
والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ .. 
وثعالبٌ قتلتْ ثعالبْ .. 
وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ .. 
قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
تأوي ملايينُ الكواكبْ ... 
سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ 
فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.

بلقيسُ 
لا تتغيَّبِي عنّي
فإنَّ الشمسَ بعدكِ
لا تُضيءُ على السواحِلْ . . 
سأقول في التحقيق :
إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ 
وأقول في التحقيق :
إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ .. 
وأقولُ :
إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ .. 
فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ 
هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ... 
ما بين الحدائقِ والمزابلْ 
بلقيسُ .. 
أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ... 
والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ .. 
سبأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا 
فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ .. 
يا أعظمَ المَلِكَاتِ .. 
يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ 
بلقيسُ .. 
يا عصفورتي الأحلى .. 
ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى 
ويا دَمْعَاً تناثرَ فوقَ خَدِّ المجدليَّةْ 
أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ 
ذاتَ يومٍ .. من ضفافِ الأعظميَّةْ 
بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا .. 
وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ 
والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا .. 
وفي مفتاح شِقَّتِنَا .. 
وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
وفي وَرَقِ الجرائدِ .. 
والحروفِ الأبجديَّةْ ... 
ها نحنُ .. يا بلقيسُ .. 
ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ .. 
ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ .. 
والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ .. 
ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ... 
حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ 
بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ 
حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا .. 
صارَ القضيَّةْ .. 
هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ 
كانتْ مزيجاً رائِعَاً
بين القَطِيفَةِ والرُّخَامْ .. 
كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا 
ينامُ ولا ينامْ .. 

بلقيسُ ..
يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ 
من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ .. 
بلقيسُ .. 
ليستْ هذهِ مرثيَّةً 
لكنْ .. 
على العَرَبِ السلامْ 

بلقيسُ .. 
مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
والبيتُ الصغيرُ .. 
يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ 
نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ 
ولا تروي فُضُولْ .. 

بلقيسُ .. 
مذبوحونَ حتى العَظْم ..
والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
هل تأتينَ باسمةً .. 
وناضرةً .. 
ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟

بلقيسُ .. 
إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً .. 
وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
بينَ المرايا والستائرْ 
حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها 
لم تنطفئْ .. 
ودخانُهَا 
ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ 

بلقيسُ .. 
مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ 
بلقيسُ .. 
كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي .. 
وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ .. 
يا زوجتي .. 
وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
قد كنتِ عصفوري الجميلَ .. 
فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
بلقيسُ .. 
هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ .. 
والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ .. 
فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟

بلقيسُ ... 
إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها 
وبيروتُ التي عَشقَتْكِ .. 
تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
وأطفأتِ القَمَرْ .. 

بلقيسُ .. 
يا بلقيسُ ..
يا بلقيسُ
كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ .. 
فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً 
ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟

بلقيسُ .. 
كيفَ تركتِنا في الريح ..
نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ 
كريشةٍ تحتَ المَطَرْ .. 
أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)

بلقيسُ .. 
يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً .. 
وغابَةَ خَيْزُرَانْ .. 
يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
بلقيسُ .. 
أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ .. 
ضاقَ بنا المكانْ ..
بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ .. 
فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ .. 

بلقيسُ .. 
تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
وتجلُدني الدقائقُ والثواني .. 
فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ 
ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ 
حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ .. 
تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ 
ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ .. 
على الستائرِ .. 
والمقاعدِ .. 
والأوَاني ..
ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ .. 
من الخواتم تطْلَعِينَ ..
من القصيدة تطْلَعِينَ ..
من الشُّمُوعِ .. 
من الكُؤُوسِ .. 
من النبيذ الأُرْجُواني ..

بلقيسُ .. 
يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ .. 
لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ .. 
في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ .. 
وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ .. 
فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ .. 
هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ .. 
هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ .. 
وتدخُلينَ على الضيوفِ .. 
كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ...

بلقيسُ .. 
أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
والوَلاّعةُ الزرقاءُ .. 
أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي 
ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ .. 
تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ... 
وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ 
ها أنتِ تحترقينَ ... في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ 
ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
إنَ الكلامَ فضيحتي ..
ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
عن نجمةٍ سَقَطَتْ .. 
وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ .. 
إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ 
أم قَبْرَ العُرُوبَةْ .. 
بلقيسُ :
يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ .. 
ويا زُرَافَةَ كبرياءْ 
بلقيسُ :
إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ .. 
ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ .. 
ويبقُرُ بطْنَنَا عَرَبٌ .. 
ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ .. 
فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً 
بين أعناقِ الرجالِ ... 
وبين أعناقِ النساءْ .. 
بلقيسُ :
إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا 
كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ .. 
وتنتهي في كَرْبَلاءْ .. 
لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم 
إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ .. 
وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ .. 
ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ 
نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
البحرُ في بيروتَ ..
بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ .. 
والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ 
التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا .. 
ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ 
الحُزْنُ يا بلقيسُ .. 
يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ .. 
الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ 
أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ .. 
وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ .. 
لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ .. 
السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي 
وخاصِرَةِ العبارَةْ .. 
كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ .. 
بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ...
فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
بلقيسُ :
يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
الآنَ ترتفعُ الستارَةْ .. 
الآنَ ترتفعُ الستارِةْ .. 
سَأَقُولُ في التحقيقِ .. 
إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ .. 
والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ .. 
وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي .. 
ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ .. 
وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ .. 
وتَقْوَانَا قَذَارَةْ .. 
وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ 
وأنْ لا فَرْقَ .. 
ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
سَأَقُولُ في التحقيق :
إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ 
وأقُولُ :
إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ 
وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ .. 
وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ .. 
حتّى العيونُ الخُضْرُ .. 
يأكُلُهَا العَرَبْ 
حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ 
والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ .. 
حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
ولا أدري السَّبَبْ .. 
حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني .. 
و لا أدري السَّبَبْ .. 
حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ 
حتى الدفاترُ ... والكُتُبْ .. 
وجميعُ أشياء الجمالِ .. 
جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ .. 

لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ 
يا بلقيسُ ، 
لُؤْلُؤَةً كريمَةْ 
فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ 
أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟

السبت، 6 أبريل 2013

ميراث المرأة.. من دلائل تكريمها وإنصافها فى الإسلام



ميراث المرأة.. من دلائل تكريمها وإنصافها فى الإسلام
ميراث المرأة..
من دلائل تكريمها وإنصافها فى الإسلام
لاشك أن المعاملة الكريمة التى تتلقاها المرأة فى الإسلام وما تلقاه من انصاف لا نرى مثله في القديم ولا الحديث ،
ومن صور هذا الانصاف أن المولى جل وعلا حدد لها نصيبا في الميراث حسب درجة قرابتها للمتوفى,
فالأم والزوجة والإبنة ، والأخوات الشقيقات والأخوات لأب وبنات الإبن والجدة ، لهن نصيب مفروض من التركة .
قال تعالى :
(لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ
 أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً)[النساء/7] ،

وبهذا المبدأ يكون الإسلام منذ أربعة عشر قرناً ساوى بين النساء والرجال في الإرث حيث أعطاهن نصيبا مفروضا .
وعندما يقرر الاسلام للمرأة نصف نصيب الرجل فهنا يكون قد حقق العدالة الاجتماعية بالفعل ،
فالإسلام حفظ حق المرأة على أساس من العدل والإنصاف والموازنة ،
فنظر إلى واجبات المرأة والتزامات الرجل ، وقارن بينهما ،
ثم بين نصيب كل واحدٍ .. فمن العدل أن يأخذ الابن " الرجل " ضعف الإبنة " المرأة " ، وذلك لأن الرجل عليه أعباء
 مالية ليست على المرأة مطلقًا ,
فالرجل مكلف بالنفقة على زوجته وأولاده لأن الإسلام لم يوجب على المرأة أن تنفق على الرجل ولا على البيت حتى ولو
كانت غنية إلا أن تتطوع بمالها عن طيب نفس.
يقول الله تعالى :
(لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا…)
[الطلاق/7] ،
وقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حجة الوداع عن جابر رضي الله عنه :
" اتقوا الله في النساء فإنهنَّ عوان عندكم أخذتموهنَّ بكلمة الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، 
ولهنَّ عليكم رزقهنَّ وكسوتهنَّ بالمعروف "
وبجانب النفقة على الأهل والأقرباء فالرجل يعتبر مكلف أيضـًا بالقيام بالأعباء العائلية والالتزامات الاجتماعية
 التي يقوم بها المورث باعتباره جزءًا منه أو امتدادًا له ،
لذلك نجد أن الشارع الحكيم سوَى بين نصيب الذكر ونصيب الأنثى منهم في الميراث ,
قال تعالى :
(…وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ 
مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ…)[النساء/12] .

فالتسوية هنا بين الذكور والإناث في الميراث ، لأنهم يقربون إلى الميت بالأم ،
فأصل توريثهم هنا الرحم ، وليسوا عصبةً لمورثهم حتى يكون الرجل إمتدادًا له من دون المرأة ،
فليست هناك مسؤوليات ولا أعباء تقع على كاهله .
بينما المرأة مكفية المؤونة والحاجة ،
فنفقتها واجبة على ابنها أو أبيها أو أخيها شريكها في الميراث أو عمِها أو غيرهم من الأقارب .
إن المرأة غمرها الإسلام برحمته وفضله فوق ما كانت تتصور بالرغم من أن الإسلام أعطى الذكر ضعف الأنثى,
الا اننا نجد ان المرأة مرفهة ومنعمة أكثر من الرجل ، لأنها تشاركه في الإرث وليس عليها اية واجبات ،
فهي تأخذ ولا تعطي وتغنم ولا تغرم ، وتدخر المال دون أن تدفع شيئـًا من النفقات أو تشارك الرجل في 
تكاليف العيش ومتطلبات الحياة ,
هذا هو الدين الحنيف وانصافه للمرأة حقاً .

و لم ينظر الإسلام إلى نوع الوارث وجنسه، بل قسم الميراث على أساس اعتبارات ثلاثة
الأول:
درجة القرابة بين الوارث ذكرًا كان أو أنثى وبين الموروث المتوفى،
فكلما اقتربت الصلة زاد النصيب في الميراث والعكس ،دون النظر لجنس الوارثين.
والثاني:
موقع الوارث من الحياة ..
بمعنى ان الأجيال التي تستقبل الحياة، وتستعد لتحمل أعبائها، عادة يكون نصيبها في الميراث أكبر من
نصيب الأجيال الاكبر التى قد تصبح أعباؤها مفروضة على غيرها،
فبنت المتوفى مثلا ترث أكثر من أمه ،وترث البنت أكثر من الأب حتى وان كانت رضيعة لم ترى ابيها المتوفى ،
الاعتبار الثالث :
هو التكليف المالي الذي يوجبه الشرع على الوارث حيال الآخرين،
وهذا هو الاعتبار الوحيد الذي يفرق فيه بين الذكر والأنثى .
ويجب أن نعلم ان هناك حالات أعطى الشرع فيها للمرأة أكثر ما أعطى للرجل ،
فاذا مات الرجل وترك ام وابنتين وأخ ففى هذه الجالة ترث الابنة ضعف ونصف ضعف الأخ،
وفى حالة ترك الأب ابنةً وام وابوه تأخذ الابنة ضعف ونصف جدها ايضا ،
اما إذا مات الرجل وترك ابنتين وجد وجدة وام فالابنة هنا ترث ضعفين الأب اى جدها . 
فلاشك ان ديننا الحنيف انصف المرأة وساوى بينها وبين الرجل ..
يكفى ان نعرف ان الميراث في الكتاب المقدس للذكور فقط ..
ولا تعطى المرأة ميراث الا فى حالة فقد الذكور فهل هذا عدل ،
الحمد لله الذى انعم علينا بالإسلام .
 
ويؤكد الدكتور مصباح منصور أستاذ الدعوة جامعة الأزهر ..
ان أعداء الإسلام الذين يهاجمون نظام الإرث في الإسلام يقولون أن المرأة مظلومة لأن للذكر مثل حظ الانثيين ،
هذا ادعاء باطل ومجرد هجوم غير مبرر لأن الدارس لنظام الإرث في الإسلام يتأكد له انه نظام مثالي لا يوجد 
مثله فى الأديان الأخرى .
يكفى أن نقول أن المرأة قديما كانت تباع وتشترى لا إرث لها ولا ملك ..
وفى بعض الطوائف اليهودية كانت تمنع المرأة من الميراث مع إخوتها الذكور،
الإسلام عندما وضع نظام الارث نظر إلى الحاجة فأعطى الأكثر احتياجا نصيباً أكبر من الأقل احتياجا ,
ومن هنا جاء نصيب الأبناء أكبر من الآباء ،
وجاء ايضا نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين لان الابن هو الذى سيصبح زوجاً متطلب منه الكثير ..
بينما ستتزوج الابنة ويكون لها زوج يرعاها وينفق عليها،
وهنا تكون المرأة قد اخذت حقها وانصفها الدين وأكد على إنسانيتها ..
وأنها شق الرجل وتستحق التملك والتصرف كالرجل تماما.


الاثنين، 1 أبريل 2013

محاكم التفتيش وجرائم الأسبان في حق المسلمين - للتاريخ ( صور مؤلمة )


هل تعلم أن الأسبان فعلوا بالمسلمين مالم يفعله أحد على مر العصور والأزمنة

هذه صور حقيقية لأدوات التعذيب في محاكم التفتيش البائدة ومشاهدات رأي العين

من كتاب دفتر الذكريات الأندلسية


عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة


هذا هو الكرسي الممسمر والذي كله مسامير حادة جداً وكانوا يُجلسون عليها المسلم 

كرسي الاعتراف والتعذيب في تلك المحاكم الظالمه كان يمارس التعذيب عليه ، وقد بدأ عليه الصدأ ( الأكسدة ) الذي ربما اعتلاه لكثرة ما مرّ عليه من بقايا رطوبات الأجساد الشاحبة أو تنظيف بالماء بعد كل مرة تقل فيها حدة الدسر والمسامير لما اجتمع عليه من بقايا الأجساد المسلمه البريئة

ولكم أن تتأملوا كيف يتم التعذيب لكل طرف ، بل لكل عضو ، من خلال الشدّ على الأسورة الجانبية التي تحيط بالذراع ، والألواح الغليظة التي تشبه الفولاذ في قسوتها ، والتي منها ما صمم لتهشيم القفص الصدري شيئا فشيئا مع شدّ مساميره ، و الفخذين والساقين والعمود الفقري


عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة

وهذه كيفية شد جسم المسلم من الطرفين حتى يتفسخ ولا حول ولا قوة إلا بالله .


عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة

تابوت السيدة الجميلة التي يلقى فيها الشباب المسلمون ثم يطبق عليهم ليلاقوا حتفهم مباشرة متأثرين بالسكاكين في داخله 


عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة

الكي بالنار . 


عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة

نشر المسلم بالمنشار إلى نصفين ولا حول ولا قوة إلا بالله .


عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة

طرق الحرق للمسلمين . 

عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة

حرق المسلمين أحياء .


عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة


عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة

تمشيط جسد المسلم بممشط من حديد حاد 


عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة


التمشيط بالحديد . 

عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة



عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة

عشاق الدوري الأسباني تعلمون المعلومة

طرق شتى من طرق تعذيب وقتل المسلمين

-------------


يقول احد الضباط الفرنسيين عندما احتلو اسبانيا ودخلو أماكن التعذيب التي كان يعذب فيها الأسبان المسلمين

يقول هبطت على درج السلم يتبعني سائر الضباط والجنود، شاهرين سيوفهم حتى وصلنا إلى آخر الدرج، فإذا نحن في غرفة كبيرة مرعبة، وهي عندهم قاعة المحكمة، في وسطها عمود من الرخام ، به حلقة حديدية ضخمة، وربطت بها سلاسل من أجل تقييد المحاكمين بها‏.‏ 

وأمام هذا العمود كانت المصطبة التي يجلس عليها رئيس ديوان التفتيش والقضاة لمحاكمة الأبرياء‏.‏ ثم توجهنا إلى غرف التعذيب وتمزيق الأجسام البشرية التي امتدت على مسافات كبيرة تحت الأرض‏.‏ 

رأيت فيها ما يستفز نفسي، ويدعوني إلى القشعريرة والتـقزز طوال حياتي‏.‏ 

رأينا غرفاً صغيرةً في حجم جسم الإنسان، بعضها عمودي وبعضها أفقي، فيبقى سجين الغرف العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يموت، ويبقى سجين الغرف الأفقية ممداً بها حتى الموت، وتبقى الجثث في السجن الضيق حتى تبلى، ويتساقط اللحم عن العظم، وتأكله الديدان، ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من جثث الموتى فتحوا نافذة صغيرة إلى الفضاء الخارجي 

وقد عثرنا في هذه الغرف على هياكل بشرية ما زالت في أغلالها‏.‏ 

كان السجناء رجالاً ونساءً، تتراوح أعمارهم ما بين الرابعة عشرة والسبعين، وقد استطعنا إنقاذ عدد من السجناء الأحياء، وتحطيم أغلالهم ، وهم في الرمق الأخير من الحياة‏.‏ 

كان بعضهم قد أصابه الجنون من كثرة ما صبوا عليه من عذاب، وكان السجناء جميعاً عرايا، حتى اضطر جنودنا إلى أن يخلعوا أرديتهم ويستروا بها بعض السجناء‏.‏ 

أخرجنا السجناء إلى النور تدريجياً حتى لا تذهب أبصارهم، كانوا يبكون فرحاً، وهم يقبّلون أيدي الجنود وأرجلهم الذين أنقذوهم من العذاب الرهيب، وأعادوهم إلى الحياة، كان مشهداً يبكي الصخور‏.‏ 

ثم انتقلنا إلى غرف أخرى، فرأينا فيها ما تقشعر لهوله الأبدان، عثرنا على آلات رهيبة للتعذيب، منها آلات لتكسير العظام، وسحق الجسم البشري، كانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل، ثم عظام الصدر والرأس واليدين تدريجيا، حتى يهشم الجسم كله، ويخرج من الجانب الآخر كتلة من العظام المسحوقة، والدماء الممزوجة باللحم المفروم، هكذا كانوا يفعلون بالسجناء الأبرياء المساكين، ثم عثرنا على صندوقٍ في حجم جسم رأس الإنسان تماماً، يوضع فيه رأس الذي يريدون تعذيبه بعد أن يربطوا يديه ورجليه بالسلاسل والأغلال حتى لا يستطيع الحركة، وفي أعلى الصندوق ثقب تتقاطر منه نقط الماء البارد على رأس المسكين بانتظام، في كل دقيقة نقطة، وقد جُنّ الكثيرون من هذا اللون من العذاب، ويبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت‏.‏ 

وآلة أخرى للتعذيب على شكل تابوت تثبت فيه سكاكين حادة‏.‏ 

كانوا يلقون الشاب المعذب في هذا التابوت، ثم يطبقون بابه بسكاكينه وخناجره‏.‏ فإذا أغلق مزق جسم المعذب المسكين، وقطعه إرباً إرباً‏ .‏ 

كما عثرنا على آلات كالكلاليب تغرز في لسان المعذب ثم تشد ليخرج اللسان معها، ليقص قطعة قطعة، وكلاليب تغرس في أثداء النساء وتسحب بعنفٍ حتى تتقطع الأثداء أو تبتر بالسكاكين‏.‏ 

وعثرنا على سياط من الحديد الشائك يُضرب بها المعذبون وهم عراة حتى تتفتت عظامهم، وتتناثر لحومهم‏ ( ‏محاكم التفتيش للدكتور علي مظهر‏.‏ نقلا عن كتاب التعصب والتسامح للأستاذ محمد الغزالي‏.‏ صفحات 311 - 318 باختصار ‏) ‏‏.‏ 

نعم رأينا كثيرا مما ذكر اللهم إلا الهياكل البشرية الحقيقية فقد استبدلت بهياكل مماثلة مصنوعة من الشمع وغيره ، تحكي شيئا من حقيقة ما جرى ، حتى لكأنك تراه رأي العين ! لقد كنا نمشي ونحن نردد لا شعوريا لعنات متتالية على تلك الوحوش اللعينة ، والشياطين التي تستوطن أجسادا بشرية .. 

أصدقكم القول : لقد عدت من هذه الرحلة إلى الفندق وبقيت ساعات وأنا أتفكر في شأن من مرّ بهذا العذاب من إخواننا المسلمين وأخواتنا المسلمات ، ولا سيما أن كثيرا مما ما تراه من تماثيل على تلك الآلات تجسّد هيئات مسلمين ومسلمات ! نعم لقد جسدت أجسامهم في تماثيل حتى لكأنها أجساد حقيقية محنّطة تبدو على معالمها وتقاسيم وجوها آثار ألوان العذاب وآلامه ! 

نعم صورنا كثيرا من تلك الآلات ، التي تحتاج لمزيد من للحديث عنها بتفاصيل تناسبها .. لكن القناعة التي خرجت بها : أن الركون إلى الدنيا يؤدي للوهن ، والوهن تسري آثاره إلى الأبرياء ، فويل ثم ويل لمن يوقعون الأمة في الوهن وهم يعلمون .. 

وحقيقة أخرى تجسّدت أمامي وأنا أرى الحصون الحصينة والأبراج العالية ، والحراسات الفائقة وهي الجزم أن الهزيمة جاءت من داخل النفوس بعد أن مهّد لها طابور خامس ! 


شاهد هذا المقطع الرائع لتعرف من هم أجدادك الفاتحين في الأندلس وماذا كانو

http://www.youtube.com/watch?v=Pt61_ns-xv8

شاهد احتفالات النصارى الأسبان بهزيمة المسلمين في الأندلس ( مقطع مبكي )

http://www.youtube.com/watch?v=QEo9ANf9ESA



وهذه محاضرة قديمة وهي شهيرة جدا للشيخ الدكتور ناصر العمر وهو من القلائل الذين تكلموا عن محاكم التفتيش بالتفصيل وماذا فعلوا بالمسلمين من بشائع وفضائع يندى لها جبين العالم أجمع

http://www.youtube.com/watch?v=oCqNJC5RmtQ 


-------------------------

----------------

-----